موسم الفراشات الحزين
في روايته "موسم الفراشات الحزين", يقدم أسامة
حبشي عالما واقعيا متمثلا في القضية الفلسطينية، وما تبع حرب 1948 المعروفة
بالنكبة من تهجير للفلسطينيين من قراهم وعيشهم داخل المخيمات على أمل العودة مرة
أخرى. واللافت في هذه الرواية أنها لا تقوم على الطرح المباشر، حيث نلاحظ توظيف
الكاتب للغة الشاعرية بتكثيفها ورمزيتها وكناياتها. حيث يتخذ من الفراشات رمزا
للوداعة المفتقدة والجمال الغائب بفعل قبح الاحتلال. والرواية مروية على لسان طفل
مما جعل الأسلوب الاستفهامي الناتج عن الفضول الطفولي غالبا عليها، ونظل شخصية
"الجد" بوصفه رمزا الأصالة الفلسطيني وصموده رغم ما تعرض له من تهجير
قسري. تعد الرواية مرثية باكية لحلم التعايش الذي كان بين العرب المسلمين واليهود
الذين مثلهم أبراهام وحفيدته سارة التي كانت في مثل عمر الطفل السارد وتأثرًا
بانتفاضة الحجارة الفلسطينية يجعل من الحجر تجسيدا للحلم ومحاولة لاستعادته.
عدد الصفحات: 128